أ.
المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام
علي نبي الرحمة ورسول الهدى سيدنا محمد وعلي آله ومن تبعه وعمل بسنته إلى يوم
الدين. أما بعد
نقدم هذه المقالة في المدارس
المعجمية، ونقدم فيه المدارس معاجم العربية. أن يكون مرجعا للقارئ في التعلم
علم المعاجم. وقد جمع من مسئلة الأمر المدارس معاجم العربية الذي يرتكز عليه
الإستخدام الوظيفي في علم المعاجم عن مدارس المعجمية. والذ يساعد القارئ والدارس
علي أن يحدث حديثا صحيحا، ويكتب كتابة سليمة، وعلي معرفة علم المعاجم بعضها من
بعض. وهذه المقالة سوف يبين عن المعاجم العربية علي كثرة حصرها في المدارس.
وأخيرا ندعو
الله تعال أن يوافقنا إلي إتمام ما أثاره هذا البحث من مشاكل تحتاج إلى فضل جهد،
ومنه تعالى التوفيق والسداد.
ب.المدارس المعجمية
المعاجم العربية على كثرتها يمكن حصرها في المدارس
الآتية:
أولا : مدرسة التقليبات الصوتية :
وأنصار هذه المدرسة
يضمون الكلمة وجميع تقليباتها تحت أبعد الحروف مخرجا ولذلك سميت بهذا الإسم فمثلا
كلمة "كبر" تتكون من ثلاثة حروف وهي الكاف والباء والراء وكذلك جميع
تقليباتها المركبة هي ( كرب، ركب، ربك، بكر، برك) فكل هذه الصوت مع الأصل توضع تحت
أبعد الحروف مخرحا وهو حرف الكاف لأن مخرجه من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك
الأعلى.
وهذه
المدرسة أقدم المدارس المعجمية كلها. ويرتبط تاريخ هذه المدرسة بشخصية عبقرية ذات
تأثير عميق في ثقافتها الأدبية واللغوية هي شخصية الخليل بن أحمد الفراهدى ( 100-
175) الذي أجمع أصحاب الآثر والأخبار على تقديره والإشادة به. والخليل بن أحمد
الفراهيدى فقد حاول في كتاب العين أن يحصى الفاظ اللغة بطريقة حسابية لكي يجمع كل
ألفاظ، فلا يغيب عنه منها شيئ، وبذلك حصر ألفاظ اللغة بدقة.
ومن
أشهر من سار على نهج الخليل في هذه المدرسة أبو على القالى في كتابه البارع
والأزهري في التهذيب و ابن سيدة في الحكم والصاحب ابن عماد في المحيط.
ثانيا : مدرسة التكليبات الهجائية :
وهذه
المدرسة تنسب لابن دريد صاجل الجمهور لأنه هو المؤسس لها وابن دريد سار على نهج
الخليل في التقليبات إلا أنه خالفه في النظام الصوت، حيث إنه اتبع نظام الهجائية
العادية ومضمون هذه المدرسة هو وضع الكلمة و جميع تقليباتها تحت نحت أول الحروف في الترتيب الهجائي العادي
فالكلمة كبر وجميع تقليباتها ( كرب، ركب، ربك، بكر، برك) توضع تحت حرف الباء لأن
هذا الحرف سابق في الترتيب الهجائي.
ثلثا : مدرسة القافية :
ومدرسة القافية سميت
بهذا لاسم نظرا لأنها ننظر للحرف الأخير من الكلمة فنجعله بابا والأول فصلا فالكلمة السابقة كبر
توضع في باب الراء فصل الكاف وإلى الجوهرى الصحاح تنسب هذه المدرسة وهذا النظام،
لأنه أول من أوجد هذا النظام فقد رأى أن نظام التقليبات السابق نظام صعب معقد وليس
من السهل تناوله فوضع هذا النظام ليسهل للباحث الوصول لغايته بأقل مجهود.
وأشهر من سار على نظام هذه المدرسة ابن منظور في معجمه لسان العرب والفيروز بادي في
قاموسه وزبيدى في تاج العروس وأحمد فارس الشدياق في الجاسوس على القاموس.
رابعا : مدرسة الهجائية العادية :
وهذه المدرسة أخذت بأبسط النظم المعجمية
وهو نظام الهجائ العادية (ا ب ت ث ج ح خ) أو إنشأت النظام الألف بائ وتسمى الآن المدرسة الحديثة وهي في
الواقع ليست حديثة لأن لها جذورا قديمة حين ألف أبو عمرو الشيباني كتابه "الجيم" ولكنه لم يراع في
الترتيب إلا الحرف الأول، أما ما بعده فلم يراعه فهو يضع في باب الهمزة كل كلمة
مبدوءة بحرف الهمزة دون أن يراعى ما بعدها من الحروف ولهاذا نسبت هذه المدرسة للبرمكى
الذي رتب المواد ترتيبا محكما سبق به أصحاب المعجميات الحديثة كلها .
وسار على هذا النظام الزمخشرى في معجمه (أساس
البلاغة) حيث استخدم هذا النظام استخداما محكما معتبىرا أن أحرف الهجاء ذات بداية
ونهاية لا دائرة كما فعل ابن فارس فهو
يراعى الأصل الأول فالثانى والثالث من الحروف الأصمية وبالنظر إلى موضعها من
الترتيب الهجائ العادي.
وسار على نظام هذه المدرسة
:
1-
المصباح
المنير للفيومى ( 770 ه) .
2-
محيط
المحيط للبستان ( 1869 م).
3-
أقرب
الموارد للشيخ سعيد الشرتونى ( 1889 ه)
4-
المنجد
للأب لويس مماوف اليسوعى.
5-
المعجم
الوسيط المعجم اللغوى المصرى( 1962 م)
وغير ذلك من المعاجم التي سارت على هذا
النظام.
ومن هنا ندرك السر في تسمية هذه المدرسة
باسم المدرسة الحديثة، لأنها أسهل المدارس حيث تضع الكلمة تحت الحرف الأول مع
مراعاة الثانى فالثالث ولقد سار على هذه
الطريقة حشد كبير من المعاجم التي ألفت حديثا
كما رأينا.
خامسا : مدرسة
المعانى والموضوعات
أفضل أن أجعل هذا النظام ضمن المدرسة
المعجمية لأننا لو أخذنا في الاعتبار المعنى دون اللفظ فإنه يمكن ترتيب ألفاظ
اللغة بحسب مدلولاتها حيث نفكر في المعنى الذي
تؤديه ثم له السكلهات التى تؤديه على اختلاف صورها وأصواتها.
ولقد عرفت اللغة العربية هذا النوع من المعاجم
ولكنه لم ينتشر برغم أن أصحاب هذا النوع قد أدوا اللغة العربية خدمات جليلة وأفادوا
أصحاب المدارس السابقة من هذه المدرسة فائدة جليلة وتنسب هذه المدرسة إلى أحد أئمة
اللغة والأدب ألي عبيد القاسم بن سلام.
ومن أشهر معاجم هذه المدرسة أيضا المخصص لابن سيدة والذي توسع
فيه كثيرا وهذا النوع من المعاجم يقل الإقبال عليه والاهتمام به لأن كثيرا من الألفاظ تأتي المعاني كثيرة والباحث لايعرف في أى الأبواب ذكر مطلبه وكثيرا من
الصفات يشترك فيها الكائن الحى سواء أ كان إنسان أو حيوانا أم نباتا بل هناك من
الصفات ما يشترك فيه الكائن الحى أو الجماد وهذا مما يصعب على الباحث الحصول على
مبتناه.
ج. الاختتام
هذا
ما قدرنا جمعه من المصطلحات والتراكيب و الأمثال التى قد لايعرفها كثير من الناس،
أو لا يدركون بعض مراميها على ما فصلته في المقدمة.
وأسأل
الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن ينفع بها، ويوردها موارد
القبول، وينيلنا من فضله المأمول، والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم وبارك
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar